حنين السيد
تتطلب التغطية الصحفية لقضايا الناجين.ات من النزاعات اهتماماً خاصاً من الصحفيين.ات، وبعد سقوط النظام السوري بداية عام 2025، ظهرت موجة هائلة من الأخبار الكاذبة وحملات التضليل، والفضائح التي اختلطت فيها الحقائق بالمعلومات المغلوطة وذلك.
صممت نساء ربحن الحرب تدريباً مكوناً من اربع جلسات حول تغطية قضايا الناجين والناجيات في أوقات النزاع، وقدمت الصحفية الاستقصائية مها صلاح الدين جلسة تدريبية، ركزت على طرق التحقق من المعلومات خلال النزاعات، ومواجهة المعلومات المضللة التي تنتشر في أوقات الأزمات.
تناولت الجلسة الجوانب الأخلاقية في العمل الصحفي، وأبرزت دور الصحفي.ة في تقديم معلومات دقيقة ومسؤولة تحمي حقوق الضحايا، وتحافظ على نزاهة التغطية الصحفية.
أكدت المدربة على عدم التسرع في مشاركة الأخبار دون التحقق من صحتها، لاحترام خصوصية الضحايا وعدم نشر صور أو فيديوهات قد تعرضهم للخطر. وأن التحقق من الأخبار لا يقتصر على كشف المعلومات المضللة، بل يشمل أيضًا التحقق من الأخبار الحقيقية التي قد يتم تحريفها أو استخدامها بشكل يسيء للضحايا أو يضلل الجمهور.
بالإضافة لضرورة أن يكون الصحفي.ة واعيًا بتأثير المعلومات المغلوطة على الواقع السياسي والإنساني، كما أن التحقق من المعلومات لا يقتصر فقط على التصريحات السياسية أو التقارير الرسمية، بل يشمل أيضًا الصور والفيديوهات التي تُستخدم في كثير من الأحيان خارج سياقها الأصلي لخدمة أجندات معينة.
ركزت الجلسة على فوضى المعلومات التي تنتشر في مناطق النزاع، والتي قد تؤثر بشكل خطير على المجتمعات، وتم تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- المعلومات المغلوطة (Misinformation): معلومات غير صحيحة يتم نشرها عن غير قصد.
- المعلومات المضللة (Disinformation): معلومات كاذبة تُنشر عمدًا بغرض التضليل أو التأثير السلبي.
- المعلومات المغرضة (Mal-information): معلومات صحيحة جزئيًا، لكن يتم استخدامها بطريقة تضر بأفراد أو جهات معينة.
طرحت المدربة عدة أدوات وتقنيات للتحقق من الأخبار والصور والفيديوهات وهي:
- استخدام Google Images وGoogle Lens لإجراء بحث عكسي للصور، والتأكد من تاريخ نشرها الأصلي، والتحقق من المواقع الجغرافية باستخدامGoogle Maps.
- الاستفادة من إضافة InVID للتحقق من مقاطع الفيديو، ومعرفة تاريخ نشرها والمصدر الأصلي.
- تحليل Keyframes في الفيديوهات لكشف المواقع الحقيقية للمشاهد المنتشرة.
- التحقق من المحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي عبر أدوات متخصصة، مع التأكيد على أهمية التفكير النقدي عند التعامل مع الأخبار المنتشرة على الإنترنت.
أكدت الجلسة على الفرق بين التحقق من المعلومات قبل النشر وبعده، يتمثل التحقق قبل النشر في تدقيق المعلومات بعمق قبل نشرها، وهو مسؤولية أساسية للصحفي.ة، بينما يرتبط التحقق بعد النشر بمراجعة المعلومات التي انتشرت بالفعل، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل سرعة انتشار الأخبار الكاذبة.
وأكدت على أهمية التحقق من المعلومات المتداولة بعد النشر، ليس فقط للتأكد من صحتها، ولكن أيضًا لتصحيح أي أخطاء يمكن أن تؤثر على الرأي العام.
الصحة النفسية للصحفيين.ات خلال تغطية النزاعات
أشارت المدربة إلى أن التعامل مع والقصص الصادمة له تأثير نفسي على الصحفيين.ات، لذلك من المهم تخصيص وقت للرعاية الذاتية، والحرص على عدم الانخراط العاطفي الزائد في القصص، للحفاظ على التوازن بين العمل والصحة النفسية.
كما أوضحت أن العمل في مجال التحقق من المعلومات يتطلب التركيز والانضباط النفسي، لتجنب الإرهاق العاطفي، خاصة عند التعامل مع أخبار النزاعات التي تحمل أبعادًا مأساوية.
اختُتمت الجلسة بالتأكيد أن التحقق ليس مجرد مهمة فردية، بل يتطلب تعاونًا بين الصحفيين.ات، والمؤسسات الإعلامية، ومنصات التحقق المستقلة، لضمان تقديم محتوى دقيق ومسؤول.
وأن الهدف من التحقق ليس فقط كشف الأخبار المضللة، ولكن أيضًا نشر الوعي حول مخاطر التضليل الإعلامي، وتعزيز ثقافة التحقق بين الصحفيين.ات والجمهور على حد سواء، لضمان أن تبقى الصحافة وسيلة لنقل الحقيقة، وليست أداة لنشر الأخبار الزائفة.
لمشاهدة الجلسة كاملة يمكنكم الضغط على رابط اليوتيوب التالي:
وفي إطار التدريبات التي نظمناها، عقدنا أربع جلسات متخصصة لتطوير مهارات الصحفيين.ات في تناول القضايا الحساسة بمهنية وأخلاقيات عالية.
تضمنت الجلسات:
“توثيق القصص الصعبة عبر البودكاست” التي قدمتها الصحفية رشا الديب، لمشاهدة الجلسة.
“التغطية الصحفية لقضايا الناجين.ات” مع الصحفية ميس قات، لمشاهدة الجلسة.
“التحقق من المعلومات خلال النزاعات” التي قدمتها مها صلاح الدين، لمشاهدة الجلسة.
وأخيرًا “آليات الدعم النفسي للضحايا والصحفيين خلال تغطية قضايا الناجين.ان” مع الأخصائية في الصحة النفسية والصدمات آية مهنا، لمشاهدة الجلسة.

مها صلاح الدين
صحفية استقصائية متخصصة بتدقيق المعلومات