تدريب: إجراء المقابلات الصحفية مع الناجين والناجيات

قدمت “نساء ربحن الحرب” سلسلة تدريبات متخصصة بتغطية قضايا الناجين والناجيات في أوقات النزاع، وخلال جلسة الزميلة الصحفية الاستقصائية ميس قات ركزت على تقنيات وأخلاقيات إجراء المقابلات مع ضحايا النزاعات.

أهمية دور الصحفيين خلال الأزمات

تناولت الصحفية ميس قات دور الصحفيين في توثيق النزاعات ونقل أصوات الفئات المهمشة بدقة وموضوعية، وأكدت على ضرورة مواجهة الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تؤثر على الرأي العام. وفقًا لميس، فالصحفي.ة ليس مجرد ناقل.ة للأخبار، بل حلقة وصل بين الناجين والجمهور، ما يضع على عاتقه مسؤولية أخلاقية لتقديم محتوى يحترم كرامة الضحايا.

كما شددت الجلسة على أهمية الحياد عند تغطية النزاعات، مع تجنب التأثير بالعواطف الشخصية، والتركيز على نقل الحقيقة من دون تحيز أو انحياز لطرف معين.

الموافقة المستنيرة

أوضحت ميس قات أهمية الحصول على الموافقة المستنيرة من الناجين قبل إجراء أي مقابلة, ويتطلب ذلك:

.التعريف عن النفس وعن المؤسسة التي يعمل الصحفي معها –

– شرح هدف المقابلة: توضيح كيفية استخدام المعلومات والسياق وأغراض النشر.

– إعطاء الحق في الانسحاب: يجب أن يشعر الناجون بحرية الانسحاب من المقابلة في أي وقت.

كما وقد تطرقت الجلسة إلى الاختلافات بين المعايير الصحفية المختلفة باختلاف المؤسسات الاعلامية، تميل بعض المؤسسات إلى مراجعة المحتوى مع المشاركين لضمان موافقتهم الكاملة، فيما لا تسمح مؤسسات اخرى بمراجعة المحتوى قبل النشر.

أخلاقيات التعامل مع الناجين

ركزت ميس قات على أهمية التعامل بحساسية شديدة عند التفاعل مع الناجين\ات، فالناجون من النزاعات غالباً ما يكونون في حالة نفسية هشة، ما يستدعي توخي الحذر الشديد في اختيار الأسئلة والطريقة التي تُدار بها المقابلة.

كما نبهت إلى خطورة إعادة الضحايا إلى دائرة الصدمة من خلال طرح أسئلة قد تثير مشاعر مؤلمة أو تعيد إليهم ذكريات صعبة. فعلى سبيل المثال، لا ينبغي أن يسأل الصحفي الناجين عن تفاصيل التعذيب أو الانتهاكات الجسدية إذا لم تكن ضرورية للقصة.

كما شددت على ضرورة استخدام الأسئلة المفتوحة التي تدعو الناجين\ات للتحدث عن تجاربهم دون ضغط والابتعاد عن الأسئلة التي تحمل طابع اللوم أو التشكيك. على سبيل المثال، سؤال امرأة “لماذا كنتِ في هذا المكان؟” أو أم “لماذا تركتِ طفلك بمفرده؟” يحمل إيحاءات باللوم ويزيد من معاناة الضحية.

أشارت ميس إلى أن الصحفيين يستطيعون تقديم قصص مؤثرة من خلال التركيز على الجانب الإنساني، فالأمر لا يتعلق فقط بنقل المأساة، بل بتسليط الضوء على الصمود، الإصرار، ومحاولات إعادة بناء الحياة أي التركيز على الأثر الإنساني للحدث بدلاً من الغوص في التفاصيل الصادمة.

مقابلات الأطفال: قواعد ومعايير

خصصت الجلسة جزءاً خاصاً حول كيفية إجراء مقابلات مع الأطفال الناجين حيث يحتاج الأطفال إلى حماية مضاعفة، فقد يكونون غير قادرين على التعبير بحرية أو تقييم العواقب المحتملة لمشاركتهم في مقابلة وتضمنت المعايير :

الحصول على موافقة الأهل أو الأوصياء: يجب أن تكون الموافقة واضحة ومباشرة.
– حماية كرامة الطفل: الامتناع عن تصوير أو مقابلة الأطفال في حالات سيئة، مثل الظهور بملابس غير لائقة أو إظهار علامات الاضطراب النفسي.
منح حرية القرار: يجب أن يشعر الطفل بالقدرة على إيقاف المقابلة في أي وقت.

أشارت المدربة إلى ضرورة الامتناع عن تقديم أي مقابل مادي للأطفال أو أسرهم مقابل إجراء المقابلة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بمصداقية القصة.

وتناولت أهمية التحقق من صحة المعلومات التي يقدمها الناجون، مع الحرص على عدم إشعارهم بالشك أو عدم الثقة، كما اقترحت أساليب مثل طرح أسئلة متتابعة لاستيضاح التفاصيل دون إثارة التوتر ومقارنة الروايات مع مصادر أخرى مثل الوثائق أو الشهادات الميدانية.

وأكدت أن التحضير الجيد للمقابلات يعكس احترام الصحفي لضيوفه ويسهم في نجاح القصة ويشمل التحضير التحريري الذي يتضمن البحث عن خلفية الضيف وفهم سياق القصة لتحديد النقاط التي يمكن التركيز عليها، والتحضير التقني المتمثل بالتأكد من جاهزية المعدات والموقع المناسب لإجراء المقابلة.

الصحة النفسية للصحفيين

التعامل مع الناجين وقصصهم المؤلمة يمكن أن يؤثر نفسياً على الصحفيين كما أشارت المدربة حيث يتوجب العناية بالصحة النفسية، من خلال الفصل بين المشاعر والعمل لضمان نقل القصة بموضوعية، وطلب الدعم النفسي عند الحاجة، خاصة عند التعامل مع قصص شديدة التأثير بالإضافة لتخصيص وقت للرعاية الذاتية لتجنب الإرهاق العاطفي.

لمشاهدة الجلسة كاملة على يوتيوب يمكنك زيارة رابط التالي:

اقرأ أيضاً:

توثيق القصص الصعبة عبر البودكاست

ميس قات

صحفية استقصائية ومدربة دولية متخصصة بمناطق النزاع. دربت مئات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حاصلة على جوائز دولية، وهي محررة نساء ربحن الحرب.