
بعد سنوات من الغياب الطويل للتدريبات الصحفية عن العاصمة دمشق بسبب وجود نظام الأسد، نظّمت منصة “نساء ربحن الحرب” تدريباً وجاهياً هو الأول من نوعه في سوريا بعنوان “مدخل إلى الصحافة الاستقصائية”، شاركت فيه 14 صحفية سورية من خلفيات ومناطق مختلفة، في تجربة غنية بالمعرفة والمشاعر والحنين.
قاد التدريب الصحفية الاستقصائية ورئيسة تحرير المنصة ميس قات، التي قدمت جلسات عملية ونظرية مكثفة تناولت أساسيات الصحافة الاستقصائية، وأساليب البحث والتقصي، والتحقق من المعلومات، بالإضافة إلى طرق السرد الصحفي المؤثر.
هذا التدريب لم يكن مجرد فرصة للتعلم، بل حمل طابعاً وجدانياً خاصاً، كونه جمع صحفيات من مختلف المناطق السورية، كثيرات منهن التقين للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات على الرغم من أن العديد من المشاركات كنّ زميلات في الدراسة الجامعية، ما خلق شعوراً استثنائياً من الانسجام والدعم المشترك.
وشارك كضيوف في التدريب كل من:
الصحفي الاستقصائي محمد بسيكي، المدير التنفيذي للوحدة السورية للصحافة الاستقصائية “سراج – SIRAJ”، الذي شارك خبراته في تصميم التحقيقات المعمّقة ضمن بيئات معقدة.
الصحفي الاستقصائي بشار ديب، المتخصص في التحقيقات الرقمية ضمن مؤسسة Lighthouse Reports، والذي قدّم للمشاركات أدوات رقمية فعالة في التتبع والتحقيق عبر الإنترنت.
شهدت الجلسات نقاشات ثرية وتبادلاً للخبرات والتجارب، عكست حرص المشاركات على تطوير مهاراتهن ومواصلة العمل الاستقصائي رغم التحديات المتعددة التي تواجه الصحافة في سوريا.
ويعد هذا التدريب خطوة أولى في سلسلة مبادرات تسعى “نساء ربحن الحرب” إلى تنفيذها داخل سوريا، بهدف دعم الصحفيات، وتمكينهن من أدوات الاستقصاء، وفتح آفاق للتعاون وبناء شبكات مهنية بينهن، في ظل سياق صعب يتطلب المزيد من الدعم والعمل المشترك.